قصة قلب قاسي-----------أرسلت اخت لفضيلة الشيخ هاني حلمي قصتها تقول :
كنت يا شيخ قلت فى الحلقة الماضية من برنامج قلوب من نور ,, قلت أن نرسل لك عن خواطرنا بخصوص موضوع القلوب وفى الحقيقة هى ليست خواطر ولكنها حالة أنا أعيشها وكما وصفتها حضرتك وهى قلب بعيد عن الله لذلك أنا مغتربة دائما وليس عندى أخوات فى الله رغم إلتزامى الظاهرى نظرا لعدم نزولى من المنزل ...حياتى أصبحت منحصرة بين زوجى وابنى والقنوات الدينية
لكن رغم التزامى الظاهرى ولكنى أعلم أنى لست ملتزمة وقلبى بعيد عن الله وكثيرا لا أكاد أخشع فى صلاتى ولا أكاد أخفى أعمالى الصالحة ولا أكاد أقيم الليل فأنا ملتزمة من خمس سنوات ولكن لا أحفظ إلا 3 أجزاء من القرآن وقليل جدا من الأحاديث ولا أذهب إلى المساجد وليس عندى صحبة صالحة وزوجى مع الأسف نفس الطريقة ملتزم فى الظاهر لكن مثلى تماما وينطبق عليه ما قلت على نفسي بالتحديد...حاولت أنا وزوجى كثيرا جدا أن نلتزم لكن الدنيا كما تعلم....أشعر أنى خُلقت للنار وأن كل ما حولى ييسرنى لذلك عندما أقرأ كلام عن الصالحين أشعر بدنو نفسي وبإنحطاط قدرى ..مكتبتى عامرة بالكتب ولكن لا أفتحها ..
.التزمت فى معهد قرآن لكن لا أداوم عليه ولا أشعر برغبة فى الحفظ
لأن قلبى مريض....أريد أن أتقرب إلى الله سبحانه وتعالى لكن قلبى المريض يقف حائل بينى وبين هذا المعنى
أيضا أحب الظهور بأنى عالمة وأنا أجهل الناس وأنا أسوأ الناس
وأجلس أنا وزوجى ونقول أننا نريد أن نتعاهد على التغيير ونعود لله سبحانه وتعالى ولكن للأسف الشديد حالنا لا يتغير...
أنا فى خلاصة الرسالة تركت الذنوب الظاهرة فكنت أشاهد المسلسلات وأفعل كذا وكذا والله سبحانه وتعالى منّ علىّ وتركت هذه الأشياء ولم أحس بقلبى فى وقت من الأوقات إلا فى السنة التى ذهبت فيها للعمرة ولكن رجعت الأحوال كما كانت ورجعت كما كنت دائما أقول لنفسي حتى إن كنتِ لست عاصية ولكنك لست عابدة
فأنا على أعراف الدنيا ولا أدرى هل سأقع من على الصراط وسأكون كذلك فى الأخرة لأن حالى متذبذب
"مذبذبين بين ذلك لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء" تقول ::: أشعر أنى شؤم على زوجى فلو كان تزوج امرأة صالحة لكان حاله تغير وكثر ماله وكثرت عبادته وصلح عليه أمر دينه ودنياه...لو كان هناك دواء لاشتريته لقلبى....فلو كان هناك دواء نشتريه لنجد قلوبنا كنا دفعنا له كل ما نملك لكي نجد قلوبنا....
أحزن عندما أقول لنفسي كيف سيكون ابنى محرر المسجد الأقصى وأمه وأبوه هكذا ..كيف أتوسم فيه أنه سيكون أسد الإسلام ونحن لسنا حتى نملة سليمان.------------
وأجابها فضيلة الشيخ قائلاً :
هذا هو حال القلب حينما يقسو وأنا أريد أن أوجه لها رسالة لأن هذا من أسباب قسوة القلب ففى بداية كلامها تقول أحس أنى خُلقت للنار وهذا هو الإحباط واليأس الذى يريد الشيطان أن يوصله وبعد أن يضعه فى القلب ويجعل الشخص عنده عقيدة بهذا لكي لا يتهيأ أبدا بعد أحواله التى رآها وعرفها أن يتوسم فى نفسه أن يكون إنسان صالح وأنا قلت أن أخطر شئ فى الذى قالته الأخت هاتين الكلمتين لأن الله قال
"إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون" لأن الله قال
"ومَن يقنط من رحمة ربه إلا الضالون" وقال الله
"قل يا عبادى الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا" نعم قلبك قاسي وقلوبنا قاسية ولكن لها دواء ...
كيف نداوى هذه القلوب القاسية ؟؟ ....طالما إننا شعرنا بالخطر فهذه أول خطوة فى العلاج ...طالما أننا شعرنا بهذا فيجب أن نبذل قصارى الجهد كي نداوى قلوبنا فهذه أول خطوة فى العلاج....لو أحسسنا بخطورة المرض سنفعل أى شئ ...هى قالت فى وسط كلامها من معاصى القلوب الخطيرة جدا وهى حب الظهور وأن أحب أن الناس تعرف عنى أنى فاهمة وعندى وعلم ولكن للأسف الشديد أنا أجهل الخلق وأسوأ الخلق
للأسف هذا هو أفة من الأفات القاطعة بينك وبين الله سبحانه وتعالى ولهذا لا تجدى قلبك.أقول لكي أختاه أن القلوب القاسية دوائها بثلاثة طرق:الطريقة الأولى ::: خوف مزعج وشوق مقلق .فكيف نغرس فى قلوبنا الإحساس بالخوف الذى يطرد قسوة القلب ويلين القلب وكيف نحقق هذا الخوف المزعج؟قلنا أول شئ أنك تعرف أن هناك أشياء يجب أن تضعها فى بالك والخوف من عقوبات المعاصى
"مَن يعمل سوءا يجز به"
فيا مَن تصاحب لو لم تتب فوالله لن تعرف تستقر حياتك مع زوجتك عندما تتزوج..."مَن يعمل سوءا يجز به" يا مَن تشرب الخمر والمخدرات ستحرمها وستحرم لذة الحياة والسكينة والطمأنينة فى الدنيا وستحرمها فى الأخرة فمن شرب الخمر فى الدنيا لن يشربها فى الأخرة....
يا مَن وقعت فى زنا وإنتهاك أعراض فأخاف ان تكون العقوبة كذلك فتحرم يوم القيامة من الحور وتُحرم من الحياة المستقرة والسعيدة لأنك أنتهكت محارم الله والله يغار وغيرة الله أن تُنتهك محارمه...
يا مَن لا تفعل هذه الذنوب الكبيرة ولكن تجمع ذنب على ذنب حتى يصبح القلب ران ويكون عليه الختم الذى قلنا عليه فالعقوبة صعبة ومرة وهى الوحشة وهى التى كانت تتكلم عليها الأخت لا أجد قلبى ولا أحس بنفسي ولا أعرف ماذا أفعل فهذه الوحشة أخطر عقوبة فلو أحسست بالخطر وخائف أن تُعاقب ستسعى للعلاج.
ثانيا تخاف من فجأة النقم وموت الفجأة "إن من إقتراب الساعة موت الفجأة"وكنا ذكرنا قصة الأخت إنجي ,, الأخت ماتت عمرها 25 سنة وهى ذاهبة للنزهة مع زوجة ...
فلماذا لا يكون هذا مصيرى أو مصيرك؟ فلماذا تفهموا هذا الموضوع خطأ ولماذا يجب أن يكون الرادع قريب مننا جدا كى نحس؟..
لماذا قلوبنا أصبحت لا تفهم؟...لماذا لا يحرك هذا الكلام القلوب على أنه واقع ويقين
"واعبد ربك حتى يأتيك اليقين" فأعظم يقين هو الموت....
اللهم إنى أعوذ بك من فجأة الموت وجميع المسلمين أمين.ثالثا تخاف من سوء الخاتمة "إن الرجل ليعمل بعمل أهل الجنة حتى لا يكون بينه وبينها إلا ذراع فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها" فهو يمشي فى طاعة الله وارجعوا إلى كتاب التذكرة للقرطبى قال :
أن رجل طلع يؤذن فنظر لإمرأة عجبته فترك الأذان ونزل فوجدها إمرأة نصرانية فقال لها أريد أتزوجك فقالت له لن تتزوجنى إلا أن ترتد فترك دينه وهو كان يؤذن والمؤذنين هم أطول الناس أعناقا يوم القيامة والنبى صلى الله عليه وسلم يقول
مَن يؤذن سبع سنين يُغفر له ما تقدم من ذنبه فهو كان يؤدى شعيرة وفُتن فتنصر وفى ليلة البناء كان على سطح البيت ليحضر بعض الأشياء فوقع من على سطح البيت ومات فلا حصل الزوجة ولا متاع الدنيا ولا حصل متاع الأخرة "خسر الدنيا والأخرة" فهو كان يعمل بعمل أهل الأخرة وهو يطلع للأذان تقول عليه ولى وفى لحظة فُتن فيها يوم أو اثنين فأصبح من أهل النار...أريدك أن تخاف من عذاب القبر...تخاف أن يكون القبر حفرة من حفر النار....تخاف
والعلماء يقولوا
قلَّ مَن ينجو من عذاب القبر...أريدك أن تخاف أن يكون العقاب مر وشديد وقاسى وأنت لا تحتمل وتخاف من هول المطلع ....سيدنا عمر لما طُعن سيدنا عبد الله ابنه وضعه على رجله وكان فى النزع الأخير فقال له
ضعنى على الأرض واجعل خدى على الأرض فلم يفعل ذلك سيدنا عبد الله لأنه رأى والده فى النزع الأخير ولا يتحمل ذلك فقال له سيدنا عمر
ضعنى على الأرض لا أم لك ,, فجاءه سيدنا ابن عباس وأخذ يثنى عليه ويقول له
أنت خليفة المسلمين والنبى صلى الله عليه وسلم مات وهو عنك راضى و..... فقال له سيدنا عمر
أعد علىّ ,, ثم بعد ذلك قال له
والله لو أن لى ما بين الأرض والسماء ما فى الأرض والسماء أى لو عندى كنوز الدنيا كلها لافتديت بها من هول المطلع والله أدفعها فى هذه اللحظة حتى يعافينى الله ولا يجازينى تخيلوا أن سيدنا عمر خائف من هول المطلع كيف نحقق هذا المعنى؟..قلنا أولا بزيارة القبور قال صلى الله عليه وسلم فى حديث رواه الحاكم بإسناد حسن
"زوروا القبور" و قال
"كنتم نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها فأنها ترق القلب وتدمع العين (بكاء من خشية الله)
وتذكر الأخرة (الدنيا تخرج من القلب وبذلك يصلح القلب)"
إذن زيارة القبور من أعظم الأسباب التى ترقق القلب.ثانيا أن تكثر من ذكر الموت لأن النبى صلى الله عليه وسلم قال
"أكثروا ذكر هادم اللذات" ولكن أنا أعلم أن الناس عندما تطبق هذا الكلام تقول
يا شيخ أنت ستسبب لنا حالة من الضنك فكله كلام يجعلنا نعيش فى إكتئاب بالطبع ليس هذا المعني ,,
فذكر الموت إيجابى بمعنى أنها لحظة الفراق والوداع فاعمل لها ولكن ليس أن تتذكر الموت وتقول سيحدث لى كذا وكذا وأُصاب بالإكتئاب والأحباط فليس هذا هو المعنى..
ولكن عندما أكون على علم أن لحظة الفراق قريبة منى فأبدأ فى إصلاح نفسي وسلوكياتى وإصلاح ما بينى وبين الله وذكر الموت على هذا المعنى...أنا عندما أكون بين الصالحين من مشايخنا وأهل الدعوة وأحتك بهم فأجدهم دائما يقولون لو مت أو حدث لى مكروه فافعلوا كذا وكذا فكلمة الموت على لسانهم دائما وهذا ما نحتاجه حتى نخرج الدنيا من قلوبنا ونصلح فساد القلب.
ثالثا أريد منك شئ فستجد سلاسل عن الدار الأخرة وبها مواعظ ترق القلب وأى معنى من معانى موت الفجأة أو كذا وأريدك خلال هذا الأسبوع تحضر محاضرة من هذه المحاضرات أو مقاطع مؤثرة على الإنترنت تسمعها فبعض الناس بنشيد يرق قلبه وبذلك نكثر من ذكر الموت وسماع المواعظ المؤثرة.
الخلاصةعلاج قسوة القلب أربعة أشياء
زيارة القبر والإكثار من ذكر الموت وسماع المواعظ المؤثرة والرابع أن تكتب وصيتكمستفاد من حلقة _
دواء القلوب _ للشيخ
هاني حلميدواء القلوبDownloadللتحميل