[center]بسم الله الرحمن الرحيم
أللهم اجعلنا في أحسن ما جئتنا به من الحق بإذنك
ألسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد :
شبّه بعض العلماء القرءان الكريم بالبحر العظيم , وإنه لكذلك وأعظم بما يعلم الله ولا نعلم .
إنه البحر الزاخر يمدّه من بعده سبعة أبحر ,
إنه البحر مصدر الحياة كلها ,
ومنبع الأنهار العذبة ومآلها ,
وموطن الأمطار النازلة من السماء ومستقرّها .
ألقرءان العظيم ألحجّة على الجميع , لأنه كالبحر : للجميع متاحٌ ومراحٌ للجميع , وأمام الجميع وللجميع إمامٌ , يدعوهم لسبر أغواره والكشف عن أسراره بعد التزامٍ لأوامره وأوامر أزجاره , فأين نحن منه ؟ .
نحن منه بين مُدبِرٍ عنه , ومُدّبّرٍ فيه – وبين سابحِ فيه أو غائصٍ إلى أعماقه .
ولا أحسبني في هذا كله إلا سائراً على شواطئه بين إشراقة شمسٍ وقبل الغروب , أبحث في مرفإ أمواجه عن جوهرة قذفها أليمُّ لي لم يستطع غواص أن يأتي بمثلها , وعوني في ذلك ,
إخلاصُ نيّة لله , ودعاءٌ خالصٌ لله , والأخذُ بأسباب الله .
واعلم إنّ أهمّ الأسباب لنيل فيوضات الله ونفحاته , حفظ كتابه , فهو أساس كلّ علم بعده , سواءً أكان علم دنيا أو علم ءاخرة وتدبّر قوله تعالى :
ألرحمن , علّم القرءان , خلق الإنسان , علّمه البيان . صدق الله العظيم .
فو الله والله من أحسنَ ذلك الإخلاص وتوكّل على الله إلا اهتدى وهدى , واستنارَ وأنار , وقذف الله له عشرات المحار تحوي ما هو أغلى من اللؤلؤ والياقوت والمرجان . وتكفي واحدة صحيحة وجديدة تكون لك صدقة جارية إلى ما شاء الله .
والله من وراء القصد .
والحمد لله رب العلمين , والصلاة والسلام على النبيّ محمّد المصطفى خير الأنام .