https://www.youtube.com/watch?gl=SA&v=b9AIudEUMhg
عبد الله البري : أخيرا خرجت من أعماق البحر الأحمر ، آه إنها سواحل مدينة جدة عروس البحر الأحمر ، يا أم الرخاء والشدة ما فأنا لم أرى مباني البر منذ غطست البحر ، ما هذا الكتاب ؟ سبحان الله ! مصنوع من مادة لا يؤثر الماء عليها ألقى به أحد العابثين وهناك من يتمناه ، سألقي به إلى الغلام البحري ، الحمد لله أني ألقيت بالكتاب , ما هذا الحائط الطويل ؟ سأسير بجواره ربما أصل إلى منفذ للمدينة ، إني اسمع أصوات يبدو احتفال , نعم اتضح الصوت اسمع :
أنا الذي نظر الأعمى إلى أدبي
وأسمعت كلماتي من به صمم
لقد ذكرت أنا , والباء في أدبي والتاء في أسمعت والياء في كلماتي والهاء في به .
عبد الله : هل هذا معلم يدرب طلبته على الضمائر ؟
هاتف: أقبل ، أقبل .
عبد الله : من بسم الله ؟
الهاتف : أنا ضمير مستتر لا أستطيع الظهور ، ولكن خلف هذا الجدار المبني الضمائر لتحتفل وتبارك لنفسها مبنية دائما ، سواء كانت منفصلة مثل : أنا , أنت , نحن , هم ، أو متصلة مثل : نا في شعرنا , والتاء في قلت .
وأخذ عبد الله يسرع في مشيه مبتعدًا عن حائط الضمائر وهو يقول : اللهم ألطف ، خرجنا من البحر ليحدثنا ما لا نراه في البر .
وبعد أن أجهد عبد الله قال : لقد تعبت , تعبت حقًا ، ما هذه البنايات الفخمة ما شاء الله ؟ ومن صاحبها ؟ وكيف لي أن أطرق بابا لا أعرفه رغم حاجتي لمن أتحدث إليه ؟ ومتى كنت أطلب شيئا مما لا أعرفه ؟ ثم أين باب البناية ؟ وإن طرقت الباب كم من الوقت سيمضي حتى يفتح ؟ من أنتن؟
البنايات : نحن بنات الاستفهام ، لقد ذكرت أسماءنا جميعًا .
عبد الله : أنا ذكرت أسماءكن ؟ وأين والدكم ؟
البنايات : والدنا الاستفهام نائم .
عبد الله : المعذرة ، كنت أحدث نفسي وذكرت أسماءكن دون قصد ، المعذرة (وهو يسير بعيدًا )
اتجه إلى تلك البستان التي خلف الكثبان ، وفيها طفلة صغيرة ترك خلفه .
الطفلة : يا عبد الله .
عبد الله : من أنت ؟
الطفلة : أنا أي من بنات الاستفهام ، ولكني لا أسكن في البناية لأني معربة ، بل أسكن في البستان .
عبد الله : كيف عرفت اسمي ؟ ثم هل تعرفين تلك البناية ؟ وهل من سكان بها ؟
الطفلة : أما اسمك فكلنا عباد الله , ولقد جريت خلفك لأخبرك بأمر تلك المباني فهي لأدوات الشرط مثل : من في (من يذاكر ينجح) وما ومتى وأين ، ولكن هناك شروط عدة لوصول كقطع الرمال المبتلعة وجذر الحيات السامة .
عبد الله : ألطف يا لطيف ألطف .
ويسير في اتجاه آخر ، وبعد سير حثيث
عبد الله : ما هذه المباني المتصلة فيما بينهما ؟
طفل وطفلة يلعبان : هذه منازل أخوتي الأسماء الموصولة ، جعلناها متقاربة حتى نظل معًا ، فهذا منزل أخي الذي وهذا منزل التي المتصلة به وهذا منزل الذين وهذا منزل اللاتي .
الطفلة مقاطعةً : إلا أننا لا نسكن معهم .
يقاطع الصغير: نسكن في البستان أنا اللذان وأختي هذه اللتان في هذين البستانين ، ونستظل بظل هاتين الشجرتين الوارفتين .
وقبل أن يتفوه عبد الله بكلمة واحدة ظهر طفل وطفلة آخران شديدا الشبه ببعضهما يقولان : ونحن أيضا نسكن في هذين البستانين ، فهذا بستاني أنا هذان وذلك بستان أختي هاتان ، فلا نطيق المباني وضيقها وقلت الهواء المتجدد بها كما يفضل بقية إخوتنا ، فهذا مبنى أخي هذا وهذا مبنى أختي هذه وهذا لهؤلاء .
عبد الله : أيتها الأسماء الموصولة صلوني بأي شيء فأنا تائه ، جائع ويا أسماء الإشارة ...
ثم سقط لا يعلم شيئا عما حوله .
عبد الله : أيها الموصولة صلوني , ويا أسماء الإشارة أشيري علي بم أفعل .
صوت غريب : ما بك يا عبد الله ؟ هرب كل من الطفلين المعربان الموصولان اللذان واللتان إلى بستانهما عند سقوطك ، وكذلك رأيت الطفلين اسمي الإشارة المعربين هذان وهاتان مفزوعين وأنت مغشي عليك بينهما .
عبد الله : ومن أنت ؟ اسم موصول أم إشارة ؟
الصوت الغريب : إنما أنا اثنا عشر ، وقد أبقيتك هنا في صدر الدار حيث الإعراب ، أما العجز فهو مبني قد لا يناسبك .
عبد الله : استأذنك .
اثنا عشر : لا ، سأستعجل الطعام زوجتي اثني عشر وابنة عمي فهي مثلي معربة الصدر مبنية العجز كدارنا هذه .
https://www.youtube.com/watch?gl=SA&v=b9AIudEUMhg